dimanche 29 novembre 2009

التجارة الإلكترونية | دوافع التجارة الإلكترونية

-2 دوافع التجارة الإلكترونية :
إن القدرات الاقتصادية للتجارة الإلكترونية جد مهمة، لكن وتيرة انتشارها والطرق التي تنجز
اختلاف بين (OCDE) بها دون شك مختلفة. لاحظ أعضاء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية
المؤسسات سواء من ناحية ميولها لاستخدام التجارة الإلكترونية أو في اختيار طرق المعاملات
الأكثر نجاعة لإثبات انتقالها إلى محيط التجارة الإلكترونية. نوع الصناعة والمنتج يلعبان دور كبير
في هذا المجال، كذلك (وهذا جد مهم) نوع العلاقة مورد  زبون من ناحية حمايتها وتطويرها.
التجارة الإلكترونية لم تظهر مرة واحدة وبشكل واحد، وتطورها سيكون مختلف حسب احتياجات
قطاعات النشاطات المختلفة، لكن يوجد مع ذلك العديد من العوامل المشتركة الدافعة إلى التجارة
الإلكترونية والمتجاوزة لحدود المؤسسات والقطاعات.
-1-2 تسيير المعاملات التجارية :
التجارة الإلكترونية تسمح بدمج وتألية (بطريقة إلكترونية) جزء كبير من المراحل المختلفة
الداخلة بصفة عادية في المعاملات التجارية بين البائع والمشتري، في حالة معاملة تجارية غير
إلكترونية مثلا، المراحل يمكن أن تتمثل في تخزين المنتجات وتقييم خصائصها، مقارنة الأسعار
والتفاوض في حدودها، الفوترة، التسديد وتحديد طرق التسليم. أكثر من هذا، العديد من هذه المراحل
تقتضي تدخل عدة أشكال من الوساطة. كل مرحلة من هذه المعاملة تحوي تبادل للمعلومات
المرتبطة بعنصر التكاليف المرشح للارتفاع بدلالة الزمن والمسافة.
الشبكات الإلكترونية تسمح بتدنئة قسم كبير من الآثار الاقتصادية للزمن والمسافة، زيادة
على هذا، المعاملات التجارية القائمة في محيط إلكتروني تستطيع أن تشمل منتجات مادية وغير
مادية على حد السواء، فالتجارة الإلكترونية واعدة فيما يخص تدنئة التكاليف المتعلقة بكل أنواع
المعاملات، والوفاء بهذا الوعد في حقيقة الأمر ليس بالمشكل التكنولوجي البسيط وفقط، أكثر من هذا
يجب أن تستجيب التجارة الإلكترونية إلى مجموعة كبيرة من الشروط التكميلية لنقل علاقات السوق
الحالية إلى سوق إلكتروني، والسماح بإنشاء علاقات سوقية جديدة مما يستوجب تلاؤم أكثر في
التشريعات وطرق جديدة في التسيير التنظيمي داخل المؤسسات وفيما بينها، فضلا عن التخفيض
المنتظر في تكاليف المعاملات التجارية، فإن ضرورة التسيير الفعال والناجع يشكل بالنسبة
للمؤسسات واحد من الاهتمامات الأساسية الدافعة للتجارة الإلكترونية، على المستوى الجزئي،
الهدف هو الاستجابة للزيادة في الكميات ومستوى تعقيد المعاملات، لهذا السبب نجد أن أكبر
المؤسسات المتخصصة في النقل الجوي (قطاع السفر) تدرس بتم  هل إمكانية الانتقال إلى نظام
الحجز الإلكتروني. مث ً لا في أوروبا هناك روابط إلكترونية هي في طريق الإنجاز بين أنظمة الحجز
في السكك الحديدية والنقل الجوي.
على مستوى آخر يجب مواجهة الزيادة في إنتاج المعطيات المتعلقة بالمعاملات، يعد هذا
الأمر سلبي عندما يتعلق الأمر بصيانة أنظمة مادية تفاعلية ومعقدة محفوظة على شكل مطبوعات
مث ً لا، الوثائق المتعلقة بالعديد من الأنظمة التكنولوجية المعقدة يمكن أن تصل إلى ملايين الصفحات،
التوزيع الإلكتروني لهذه المعلومات لا يسهل حفظ واسترجاع المعطيات وحسب، بل يضمن للعاملين
على هذه الأنظمة بالوصول إلى النسخة الأكثر حداثة مع زيادة هامشي الأمان والفعالية. في جميع
5
قطاعات النشاط، ليس فقط حجم المعلومات المرتبطة بالتعاملات هي التي ترتفع، إنما كذلك إدراك
مدى أهميتها وقيمتها.
-2-2 الفعالية التجارية :
الرغبة في الوصول إلى مستوى عال من النجاعة في الإنتاج والتوزيع يشكل كذلك دافعا مهما،
جميع الطرق العصرية في تسيير الإنتاج تتطلب تدفق للمعلومات عالي الحركية في سلاسل التموين.
قامت المؤسسات باعتماد تكنولوجيات الإعلام والاتصال في إطار برامج موجهة لدعم وتطوير
تغييرات (على مستوى مخططات التنظيم والإجراءات) تسمح بمواجهة التحديات المنتظرة في محيط
تجاري يتجه لأن يكون عالميا أكثر فأكثر.
التجارة الإلكترونية تسمح بتطبيق مفاهيم متطورة في التصميم والتصنيع: تدفق واسع،
تفاعل سريع وهندسة منافسة، الكل موجه لربط ودمج (في أغلب الأحيان) مختلف أوجه إجراءات
الإنتاج والتوزيع، التجارة الإلكترونية تسهل ظهور أنواع جديدة لمفاهيم المتاجرة حسب الطلب
تستعمل حاليا روابط إلكترونية (Levis Trauiss) المطبقة على مجموعة كبيرة من المنتجات، شركة
مع بائعيها بالتجزئة لتقديم ملابس حسب القياس، فيما هناك العديد من صانعي السيارات الذين
يقومون بتركيب سياراتهم حسب الخصائص المتفق عليها بين الزبائن وممثلي الشركة الصانعة.
التجارة الإلكترونية تمارس بطرق عدة لتحقيق أهداف الكفاءة والفعالية، هذه الاختلافات
نجدها حسب نوع الإجراءات التجارية المعنية. بالنسبة لصانعي الطائرات، جل التطبيقات الحالية
للتجارة الإلكترونية تخص العلاقات مع مزودي قطع التصنيع بدرجة أكبر مما هي عليه مع
مؤسسات النقل الجوي، هذا يعكس مختلف المتطلبات فيما يخص العتاد والصيانة فهي ملازمة لهذا
القطاع الصناعي.
مع ذلك فإن الاتجاه العام المسجل في جل مؤسسات القطاع الصناعي هو النمو الحديث
المحسوس في حجم المعلومات المتبادلة إلكترونيا بين مجموعات تصميم الأدوات وتصنيعها، سواء
داخل المؤسسة ذاتها أو بين مؤسسات مختلفة، هذا ما يفسر بنمو مستوى التكامل على مستوى
المؤسسة فيما يخص تصميم وتصنيع المركبات. عكس ذلك فالروابط الإلكترونية المنشأة في قطاع
التأمينات لها إمكانية ربط الأفراد العاملين بالخارج بمقراتهم وإمكانية إنشاء رابطة بين الزبائن
والمؤسسات، في هذا القطاع مؤسسات التأمين هي تختار زبائنها وليس العكس (معنى ذلك : أن
المؤسسة هي التي تقرر فيما إذا تقبل التأمين على نوع من الأخطار)، مؤسسات التأمين لا تقوم إلا
بعمليات روتينية مع زبائنها، فالقسم الأكبر من معالجة طلبات التعويض لا يتم على شكل إلكتروني.
البنوك في المقابل تواجه حجم هائل من التعاملات الروتينية وهي تعتبر رائدة في تبادل المعطيات
سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى الزبائن.
التجارة الإلكترونية تم َ كن من إنتاج معلومات (حول المعاملات) يمكن حجزها وحفظها
بطريقة تمكن من معالجة متطورة وتوزيع سريع لها، هذه الأخيرة التي يمكن أن تستعمل فيما بعد
في تقييم خصائص السوق، زيادة على ذلك في تخطيط وتطوير التغييرات الموجهة لزيادة خاصية
الملاءمة، المرونة، الفعالية والمسؤولية في الإجراءات التجارية.
في هذا الصدد تطوير قواعد معطيات حول المستهلكين واستعمالها بطريقة رشيدة أضحى
اهتماما كبيرا في عمليات المؤسسة واستراتيجياتها. ففي قطاع التأمينات، التجارة الإلكترونية تستعمل
بطريقة حركية مع المؤسسات العميلة بهدف تسيير الأخطار قريبا من واجهة التطبيق والاتصال مع
6
المستهلكين ، سلاسل التوزيع الكبيرة تستعمل المعلومات المستقبلة إلكترونيا حول طبائع وأذواق
المستهلكين (راجعة في أغلب الأحيان إلى بطاقات الانتساب أو الولاء)، الشيء الذي يساعدها في
تحديد وبطريقة مضبوطة المنتجات حسب رغبات وأصناف المستهلكين. في المقابل وبغرض زيادة
توسيع استعمال قواعد المعطيات الخاصة بالمستهلكين، تظهر على مستوى الأمن والحريات
الشخصية من الناحية القانونية العديد من المسائل الجديدة التي لا يمكن الإجابة عليها إلا بتدخل
ومشاورة المؤسسات والسلطات العامة.
-3-2 تطوير أسواق جديدة :
هناك العديد من المؤسسات ممن استخدمت العلاقات التجارية الإلكترونية (في الماضي القريب)
2 من % تجاوبا مع هذه التكنولوجيا الجديدة أو لأهداف سلبية وغير مدروسة، ق  در مثلا بأن 70
وضعت أساسا من طرف المؤسسات ردا واستجابة إلى ،*(EDI) روابط تبادل المعطيات المعلوماتية
الشروط المكتوبة في عقد مع شريك أو زبون مهم خاص كان أو عمومي، مؤسسات أخرى اعتمدت
تكنولوجيا الإعلام والاتصال في إطار سياسة تدريبية محاكاة لبعض منافسيها المستخدمين لهذه
التكنولوجيا المتطورة.
اعتمدت المؤسسة بعد هذا وتدريجيا موقفا أكثر فعالية وأكثر حركية، والحقيقة أن التجارة
الإلكترونية لم تأتي فقط كأداة تألية بسيطة، لكن بالعديد من الفوائد خاصة فيما يتعلق بإيجاد منافذ
وأسواق تجارية، أدركت المؤسسات وفهمت كيفية تطبيق تكنولوجيا الإعلام والاتصال في إجراءاتها
التجارية من أجل تموقع استراتيجي لائق في هذه المنافذ الجديدة، من الواضح أنه في ظل العدد
المتنامي للقطاعات التجارية الإلكترونية أصبحت التجارة الإلكترونية وسيلة تجارية قياسية بأهداف
تعدو بأن تكون من الآن فصاعدا وسيلة للتخطيط الإستراتيجي وتقليل التكاليف.
العامل الدافع والأكثر أهمية دون شك هو تطوير أسواق جديدة، الشيء الذي يتطلب توسيع
أقسام عملية جديدة للسوق والبنى التحتية الموجودة حاليا للتجارة الإلكترونية. لهذا فإن العديد من
روابط التجارة الإلكترونية المنشأة أساسا بين المؤسسات (صناعيين وهيئات مالية مثلا) طورت
وبسرعة العديد من الواجهات التطبيقية مع عدد مختلف من المستعملين والاستعمالات، نفس الشيء
فإن روابط التجارة الإلكترونية المنشأة في قطاع معين (الشحن و النقل) تستطيع أن تتوسع لتشمل
قطاعات أخرى (مثل البيع بالتجزئة والتصنيع).
على مستوى عال من النضج والبلوغ يمكن لطبيعة النشاط الأصلية للمؤسسات أن تتوسع،
والعديد من أنواع المؤسسات يمكن أن تعوض مؤسسات أخرى موجودة حاليا، بالنظر إلى الأهمية
الاقتصادية بصفة خاصة حين يكون بالإمكان استغلال القدرات التجارية للمنتجات غير المادية، في
قطاع النقل، هناك العديد من الخدمات التكميلية غير المادية مثل أنظمة الشحن، النقل و الحجز،
طورت كمنتجات محايدة، مش َ كلة لقطاع جديد ومنشأة للمداخيل.
عادات العمل والتسلية تغيرت، العديد من الأسواق الجديدة المتعددة الوسائط المتخصصة في
المنتجات الغير مادية نشأت، وهذه التغيرات تسمح للمستهلكين بالوصول المباشر من مكان
عملهم أو إقامتهم إلى هيئات خدمية مثل: البنوك، التأمينات، حجز تذاكر السفر، كل هذا يتم حتى في
2 "Electronic Commerce: Opportunities and Challenges for Government (The Sacher Report)",
<12/06/1998:http://www.oecd.org/dsti/sti/it/ec/act/sacher.htm>
* Echange de Données Informatisées.
7
غير ساعات العمل العادية. نفس الشيء فهناك أسواق جديدة أنشأت من طرف مقدمي خدمات
الأنترنت والترفيه والتسلية بالنظر إلى التقارب بين الحوامل والأجهزة المستعملة وزيادة مستوى
التفاعل بينها. اليوميات الإلكترونية مثلا تستطيع بأن تنشئ روابط مباشرة مع قارئيها والمؤسسات
التي تستعملها كوسيلة إشهارية لمنتجاتها.
هناك العديد من الحوامل التي يمكن استعمالها للوصول إلى الخدمات المذكورة أعلاه، خاصة
الحاسبات الشخصية، الحاسبات النهائية للفيديوتكس** وغيرها لكن أثرها ليس بالضرورة متعلق
بالتطورات التقنية لواجهة التطبيق مع المستهلك، في الأعوام القليلة الماضية، البيع المباشر بواسطة
الهاتف أضحى الوسيلة الأساسية لتجارة تأمينات السيارات في المملكة المتحدة، وفي الوقت الحاضر
أصبحت بطاقات الائتمان وسيلة تسديد مقبولة لدى عدد كبير من المستهلكين.
في محيط التجارة الإلكترونية هذا، قطاع التربية والتكوين هو واحد من القطاعات العديدة
التي تستطيع تقديم أكبر إمكانية لتطوير النشاطات، إنه من الأهمية بمكان وبصفة خاصة المبادلة في
هذا القطاع، بحيث سوف يكون وفي أسرع وقت قطاع تجاري بصفة محايدة، وسوف يقدم زيادة
على ذلك مساهمة فعالة في تطوير البنى التحتية التي سوف تقام عليها الأسواق الجديدة للخدمات
الإلكترونية.

ابراهيم بختي – أستاذ بالمركز الجامعي بورقلة

0 Comments: